منتدى هذا بيان
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، تسعدنا زيارتك لنا , ويسعدنا أكثر أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا فى أقسام المنتدى المختلفة وكذلك المشاركة في فرق العمل الدعوية المتنوعة ...
منتدى هذا بيان
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، تسعدنا زيارتك لنا , ويسعدنا أكثر أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا فى أقسام المنتدى المختلفة وكذلك المشاركة في فرق العمل الدعوية المتنوعة ...
منتدى هذا بيان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إسلاميات أخبار عالمية عربية مصرية علمية ثقافية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعضاء المنتدى الكرام زوارنا الأفاضل هذا المنتدى أنشئ خصيصا للرد على العلمانييين وللتعريف بالإسلام من حيث علاقاته مع الآخرين وتعاملاته مع فئات مختلفة ونقدم بين أيديهم المشروع الإسلامى السياسى وهو أفضل مشروع وهذه محاولة منا قد تكون بسيطة لكنها بإذن الله فى موازين حسناتنا أجمعين نحن نقبل اختلاف الآراء ونقبل الرأى المخالف إذا استند إلى أدلة وبراهين وطالما نبحث عن الحق فكلنا سندا لبعض كما نود تنبيهكم بطريقة إلغاء الإعلانات الموجودة غصبا لدينا من هــــــــــــــــــــــنا والله الموفق

 

 استراتيجية حركة الإخوان المسلمين من 1928م إلى 2007م (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ورود الحق
المدير العام
ورود الحق


عدد المساهمات : 73
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

استراتيجية حركة الإخوان المسلمين من 1928م إلى 2007م (2) Empty
مُساهمةموضوع: استراتيجية حركة الإخوان المسلمين من 1928م إلى 2007م (2)   استراتيجية حركة الإخوان المسلمين من 1928م إلى 2007م (2) Empty7/2/2011, 11:25

الخلاف حول الدولة الإسلامية وطبيعة الإخوان المسلمين


منذ أن استأنف الإخوان نشاطاتهم السياسية، تبنى الإخوان خطابًا سياسيًا
دعا إلى الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان وفصل السلطات وتحديد سلطات
الحاكم وحماية الحريات السياسية وتحقيق استقلالية القضاء. وقد ساندت مبادرة
الإصلاح التي أعدها الإخوان في 3 مارس 2004 النظام الجمهوري البرلماني
الدستوري الديمقراطي السياسي لكن "في ضوء مبادئ الإسلام". حيث أكدت
المبادرة على: الإقرار التام بأن الشعب هو مصدر جميع السلطات، بحيث لا يجوز
لأحد أو حزب أو جماعة أو هيئة، أن تزعم لنفسها حقًّا في تولي السلطة أو
الاستمرار في ممارستها إلا استمدادًا من إرادة شعبية حرة صحيحة . تخفي هذه
النقاط الأخيرة أي نوع من النقد ضد الإخوان الذين يعتبرون أنفسهم حماة
الإسلام ورعاته ومن ثم تعطي حركة الإخوان لنفسها سلطة سياسية وأخلاقية فوق
أي أحد، لكن ما زال منهج "رجل واحد وصوت واحد ووقت واحد" يقع في منطقة غير
معلومة في إطار دعم الإخوان الظاهري لمبدأ الانتخابات الحرة وتداول
السلطات. ثم يثير أحد المتحدثين من الجيل الثاني للإخوان فيؤكد على أن
الإخوان ليسوا بالرعاة الرسميين للدين وكذلك خطابهم لا يمثل احتكارًا
للدين، لكنه على كل حال خطاب بشري. فمن اختلف مع هذا الخطاب فهو بذلك يختلف
مع وجهة نظر بشرية ولا يختلف مع الإسلام . علاوةً على ذلك، لقد مثل
الإخوان المسلمون كل طبقات المجتمع المصري وأطيافه وهم لا يدعون رعاية
للدين كما أنهم لا يتطلعون لمنصب العلماء ودورهم.
وخير من يمثل الجيل الثاني من الإخوان هو عبد المنعم أبو الفتوح وهو
عضو في مكتب الإرشاد. يرى عبد المنعم أن مصر هي مصدرهم الذي يرجعون إليه
ومن ثم فتحقيق رفاهية تلك البلد هو هدف الإخوان كافة. هذا ويؤكد عبد المنعم
على أنه ليس من صالح الإخوان أن يطلبوا السلطة الآن في مصر، فهذا لن يخدم
مصالح مصر في الوقت الراهن. وقد طالب الأخير الإخوان بالتخلي عن طموحاتهم
العالمية والتركيز على الإصلاح في مصر. كما أعلن كذلك أن شعار الإخوان
التقليدي "القرآن دستورنا" ليس إلا شعارًا عاطفيًا لا يمثل طرائق الجماعة
السياسية التي تحترم الدساتير والتشريعات البشرية.
يؤكد أبناء الجيل الثاني من الإخوان على أن الإخوان لا يسعون لإقامة
دولة دينية وحكومة دينية، لكنهم يريدون إقامة دولة مدنية وحكومة مدنية
يكون الإسلام فيها المرجعية الدينية للدولة التي يتمتع فيها المواطنون
بحقوق متساوية وأعباء مماثلة يرسيها الدستور. وهم يريدون بمرجعية الدولة أن
يتم فهم الإسلام كحضارة ونظام سياسي واجتماعي يشتمل على الكثير من المبادئ
العامة التي تحكم الدولة ذات الأغلبية المسلمة. وفوق كل ذلك، فليس الإسلام
بدين الأغلبية فحسب، لكنه حضارة وتراث يشترك فيه المسلمون والمسيحيون
واليهود. وستكون هذه الدولة المدنية هي عماد المواطنة.
لكنهم أخفقوا على كل حال في أن يضعوا أجوبة للتساؤلات التي تدور في
فلك تكوين الدولة غير الدينية في حين أنها تسعى لتطبيق إرادة الله من خلال
سعيهم الحثيث لتطبيق شرعه؟ لكن أكدت قيادات الحرس القديم في الإخوان أنهم
ماضون على عقيدتهم القديمة التي نشأت عليها الحركة وما زالت تمثل الموقف
الرسمي للحركة حتى الآن. وفي العديد من رسائله الرسمية حول موقف الإخوان
اليوم من الخلافات المنصبة عليها، أسماها بعضهم "الإخوان المسلمون: وضع
النقط على الحروف"، أكد المرشد العام محمد مهدي عاكف على أن جماعة الإخوان
قد استهدفت منذ نشأتها هدفين أساسيين: أحدهما تحرير الأراضي الإسلامية من
السيطرة الأجنبية وليس بالضرورة أن تكون سيطرة عسكرية لكنها أي نوع من
السيطرة الأجنبية على المقدرات سواء كانت سياسية أو ثقافية أو فكرية أو
اقتصادية. والثاني إقامة دولة حرة تطبق الشريعة الإسلامية وتعمل بموجب
نظامها الاجتماعي. وأضاف مؤكدًا أن الإخوان يحاولون تطبيق هذين المستهدفين
على أرض وادي النيل وفي كل الدول العربية وفي كل دولة أعزها الله بالإسلام
الذي ينتظم كل مناحي الحياة جميعها وكل البشر في كل عصر ومصر. ولن تقوم
الدولة الإسلامية حقًا إلا إذا تبنت جوانب الإسلام السياسية والاجتماعية
والقيمية والدعوية .
هذا وقد تبع عاكف البنا في سرد المراحل السبعة لتنفيذ تلك الأهداف:
إصلاح الفرد وتكوين البيت المسلم وإصلاح المجتمع وتحرير الأرض وإصلاح
الحكومة واستعادة كيان الأمة الإسلامية الدولي وأخيرًا أستاذية العالم. ثم
هو، عاكف، يؤكد كما أكد البنا من قبل على أن الخلافة الإسلامية تستلزم بعض
الخطوات التمهيدية مثل تحقيق تعاون ثقافي اجتماعي اقتصادي بين الشعوب
الإسلامية جميعها وعقد الاتحادات وإبرام المعاهدات والمؤتمرات بين الدول
الإسلامية ثم تشكيل جامعة إسلامية للشعوب. ثم هو يشير إلى كيفيات تحقيق هذه
الأهداف فيقول أولاً بالدعوة واستقطاب العناصر الصالحة القوية التي تتحمل
عبء الإصلاح وهذا أولاً، ثانيًا بالصراع الدستوري الذي يمكن الدعوة من
أحقية التمثيل الرسمي في البرلمانات والاتحادات التجارية والمؤسسات
الرسمية. لكن لم يذهب عاكف بعيدًا في غضون تناوله للوسائل، تمامًا كما فعل
البنا حينما أكد على أن العمل السياسي يستهدف تقوية الدعوة وليس
استبدالها. من جانبه صرح النائب الثاني للمرشد العام خيرت الشاطر بعد فوز
الإخوان في انتخابات 2005 قائلاً بأن الإخوان يمثلون جسدًا إسلاميًا
شموليًا نابضًا ينتمي للإسلام ويدعو إليه ومهمته أعمق من أن تكون متمركزة
في جانبه السياسي فحسب، فهو لا يمثل غير حلقة بسيطة لحركة الإخوان ونشاطهم
الضخم. ثم ها هو عاكف يؤكد مجددًا على أن الانتماء الأعلى عند الإخوان
يكون للإسلام، وهو الأمر الذي لا يلغي انتماءات الفرد البسيطة لعائلته
وقبيلته ووطنه. لقد أحدث عاكف جلبة شعبية عالية في أبريل 2006 حينما صرح
بامتعاضه التام للوطنية المصرية مؤكدًا على أولويته تجاه القومية
الإسلامية.
علاوةً على ذلك، أكدت مبادرة الإصلاح التي شنها الإخوان في مارس
2004 في مطلع مقدمتها على الآتي نصه " فلا أمل لنا في تحقيق أيِّ تقدُّم
يُذكَر في شتى نواحي حياتنا، إلا بالعودة إلى ديننا وتطبيق شِرعتنا، والأخذ
بأسباب العلم، والتقنية الحديثة، وحيازة المعرفة بأقصى ما نستطيع، في ظلِّ
ثوابتِ هذا الدين العظيم، ومن مُنطلق مبادئهِ وقيمهِ. ولذلك فإن لنا
مهمَّةً محددةً، نقدِّمها كتصور أساسي للإصلاح، من خلال حقِّنا الأصيل في
المشاركة الجادَّة والفاعلة في الحياة السياسية المصرية، على أساس كوننا
جزءًا مهمًّا من هذا الشعب الحرِّ الأبيِّ. وتتمثل هذه المهمة إجمالاً في
العمل على إقامة شرع الله من منطلق إيماننا بأنه المَخْرَج الحقيقي الفاعل
لكل ما نُعاني منه من مشكلات داخلية وخارجية- سياسية كانت أو اقتصادية أو
اجتماعية أو ثقافية- وذلك من خلال تكوين الفرد المسلم، والبيت المسلم،
والحكومة المسلمة، والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتقيم شتات
المسلمين، وتستعيد مجدهم، وترد عليهم أرضهم المفقودة وأوطانهم السليبة،
وتحمل لواء الدعوة إلى الله، حتى تُسعِد العالم بخير الإسلام وتعاليمه.
لقد كان هذا جانبًا من مهمة الإخوان الكلاسيكية كما أرساها مؤسسها
حسن البنا. والجدير بالذكر، فقد تنامى موقف الإخوان الغامض من طبيعة
الدولة التي ينادون بها بل وأخذ حيزه من الأهمية أكثر من ذي قبل وخاصةً بعد
نجاحهم الساحق في انتخابات نوفمبر وديسمبر 2005، الأمر الذي أظهر أن
نظرتهم للسلطة قد باتت غير واقعية أكثر من أي وقت مضى. وكذلك من أهم
القضايا البالغة الأهمية كيفية تعامل الإخوان مع الآخر الذي يشكل أقلية
داخل البلاد، ونريد بالآخر الآخر الديني أو الآخر الأيديولوجي، فما هو مصير
الأقباط إذًا في دولة الإخوان المزمع عقدها. وتحت عنوان "ماذا سيحدث لو
صعد الإخوان للسلطة" نشره الموقع الرسمي للإخوان الناطق بالعربية، كتب
النائب الأول للمرشد العام محمد حبيب مؤكداُ أن: تتلخَّص نظرتنا إلى
إخواننا الأقباط في أنهم مواطنون لهم كافة حقوق المواطنة، وهم جزء من نسيج
هذا المجتمع، ويعتبرون شركاء الوطن والقرار والمصير.. ويترتَّب على ذلك
حقهم الكامل في تولي الوظائف العامة (فيما عدا رئيس الدولة). يعكس هذا
الاستثناء بالفعل المبدأ الإسلامي الذي يقول بأن غير المسلم لا يحكم المسلم
(به قال البنا مؤكدًا على ضرورة كون الحاكم مسلمًا)، وهذا ما يثير التساؤل
حول نوعية حقوق المواطنة الكاملة الموعود بها آنفًا ثم إن هذا يؤكد من
طريق آخر على مُضيهم في الرؤية الكلاسيكية للدولة الإسلامية التي تعتبر
الأقباط أهل ذمة. ومن طريق آخر، ذكرت نسخة المقال ذاته المنشورة باللغة
الإنجليزية على الموقع الرسمي الإنجليزي للإخوان، أن الأقباط يتمتعون بكامل
الحرية لشغل الوظائف العامة بما في ذلك منصب رئيس الدولة.
لقد جذبت بالفعل هذه القضية أقباط مصر وما لبث هذا الاهتمام
بالموضوع أن تزايد بعد الانتخابات البرلمانية. حاول أبناء الجيل الثاني
للإخوان أمثال عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان أن يلطفوا من حدة هذه
المخاوف فعرضوا رأيهم في القضية بشكل أكثر ليونة وسهولة. قالوا بأن جماعة
الإخوان المسلمين قد قررت تعطيل فتوى المرشد العام الراحل مصطفي مشهور عام
1996 والتي تقرر دفع غير المسلمين للجزية. لكن هذا ليس هو الموقف الرسمي
الذي يلزم الجماعة. فحينما سئل المرشد العام محمد مهدي عاكف عن مسألة
الأقباط وكيفية التعامل معها، أجاب عاكف: "نحن في الإخوان المسلمين نطبق
حكم الله في التعامل معهم".
انعكس بالفعل هذا النهج في ردة فعل الإخوان حول حكم محكمة القضاء
الإداري في الإسكندرية في 4 أبريل 2006، حيث قضى الحكم بأن تسمح وزارة
الداخلية للعديد من المواطنين بتغيير خانة الديانة عندهم في بطاقات هويتهم
إلى "بهائي". وجدير بالذكر أن الإخوان قد حكموا على البهائيين بأنهم مرتدون
يهدر دمهم. وفي الجدل البرلماني حول هذا الحكم في جلسة 3 مايو 2006، قال
نواب كتلة الإخوان المسلمين (تم ترشيحهم جميعًا كمستقلين)، قالوا بأن
البهائيين يعتبرون مرتدين ويجب قتلهم، ثم هم يؤكدون على أنهم سيسعون جهدهم
في استصدار مشروع قانون يجعل من البهائية جريمة ويخلع على البهائيين تهمة
الردة.
وفي إطار رده على وابل النقد الذي منيت به الجماعة من خلطها الدين
بالسياسة والسعي لتكوين حكومة دينية، قال عاكف بأن الإخوان يفخرون بربطهم
الدين بالسياسة لأن الدين الإسلامي ليس مجرد شعائر وعبادات وأخلاق فحسب،
ومن ثم يتم تنحيته عن قيادة البشرية والفصل في أمورها، فهذا ينافي الإسلام
الحق الذي جاء به الرسول محمد من جهة، ويقف في صف المواجهة وإرادة الله
العلية. ومن جانبه رد نائب المرشد العام محمد حبيب على نفس الانتقادات على
الموقع الإنجليزي قائلاً "إن الإسلام كما يؤكده البنا:
الإسلام نظام شامل، يتناول مظاهر الحياة جميعا. فهو: دولة ووطن أو
حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء،
وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة
صادقة وعبادة صحيحة، سواء بسواء".


استراتيجية الصراع .. حزب الإخوان السياسي


كما ذكرنا آنفًا، كان السؤال القائل هل يجب أو لا يجب أن يقوم الإخوان
المسلمين في مصر بتشكيل حزب سياسي خاص بهم أو تحويل الجماعة إلى حزب قائم
بذاته مادة الجدل داخل الحركة على مدى العقدين الأخيرين وخاصةً بعد مشاركات
الجماعة المتزايدة في الانتخابات العامة من خلال تحالفات مع أحزاب أخرى أو
خوض المعركة الانتخابية كمستقلين. وقد شهدت تجربة إنشاء الحزب رواجًا
عاليًا في الحركات العربية التابعة للإخوان بالخارج الذين تبنوا فكرة
الانفتاح السياسي ومن ثم تشكيل أحزاب سياسية خاصة بهم. وقد أصبح أمام
الجماعة خياران لا ثالث لهما: إما أن تشكل حزبًا سياسيًا خاصًا بها كما هو
الحال في الأردن أو أن تحول نشاط الجماعة بالكامل ليتم احتوائه داخل حزب
خاص كما هو الحال في اليمن والجزائر، وربما دخلت هذه الأحزاب في حكومات
ائتلافية.
وقد كان أعضاء الجيل الثاني من الإخوان من أنصار إقامة الحزب، في
حين ظل الحرس القديم من الإخوان على ولائه لفكرة حسن البنا الكلاسيكية التي
تقول بأن الجماعة هي جسم إسلامي شامل يعلو فوق السياسة ويهتم بالدعوة. هذا
ويعطي الحرس القديم للإخوان أولوية التنمية التنظيمية وتكثير أعداد الصف
ومن ثم الحفاظ على غموض البرنامج السياسي والاجتماعي لأكبر فترة ممكنة حتى
يتسنى للجماعة استقطاب أكبر عدد ممكن من الأتباع والمريدين من كافة الأقطاب
السياسية ومن ثم تلاشي أي نوع من النقد حول برنامج الإخوان من قبل
المنافسين السياسيين للجماعة.
لكن أثارت فكرة بناء كيان الجماعة وتكثير عدده والمحافظة على غموض
رسالته، أثارت جدلاً واسعًا لمدة سنوات من قبل سيد قطب الذي كان يرى ضرورة
أن تكون الجماعة بمثابة الطليعة قليلة العدد واضحة الوجهة أبوابها مفتوحة
أمام كل الأعضاء. وهنا يأتي حسن البنا ليقدم نموذجًا مثاليًا في الجمع بين
النهجين في آن واحد، فشكل "النظام الخاص" للجماعة. لكن ظل الإخوان يصرون
على نهج إعادة تكوين الصف وتكثيره وخاصةً بعد ظهورهم في السبعينات، ويبقى
الجدل متصلاً حول إمكانية تكوين الإخوان لحزب سياسي من عدمه.
لقد كانت هناك العديد من المحاولات في الثمانينات والتسعينات لتشكيل
حزب سياسي، وفي 1995 حاول بعض أعضاء الجيل الثاني من الإخوان تشكيل حزب
سياسي أطلقوا عليه "حزب الوسط". حاول أعضاء هذا الحزب بمجهودهم الذي بات
مستقلاً عن الإخوان أن ينشروا برنامجهم السياسي، لكن باتت لغة ولهجة الخطاب
هنا في إطار مختلف تمامًا عن إطارات الإخوان حيث دعا قادة الحزب غير
المنتمين للإخوان وكذلك الأقباط للاشتراك في الحزب، في خطوة لإقناع النظام
بأن الحزب ليس حزبًا دينيًا ومن ثم إمكانية ترخيصه دونما عقبات. لكن منعت
الحكومة عنهم الرخصة خشية أن يكون هذا الحزب جبهةً أخرى للإخوان كما تجزم
هي بذلك. لكن أصر المؤسسون للحزب على استصدار الرخصة فقاموا بتغيير اسم
الحزب ليصبح "حزب الوسط المصري" في 1998، ثم إلى "حزب الوسط الجديد" في
2004 دون أدنى فائدة.
وحينما تم التساؤل عن فكرة هذا الحزب، أكد مؤسسوه أن هذه الفكرة
تنبع من ذاتهم وهي فكرة حقيقية في حد ذاتها وليس للإخوان سابق علم بها. على
الرغم من ذلك، يحلو للكثيرين أن يقولوا بأنه مع تزايد الضغط على الإخوان
وقيادة الحرس القديم فيها من ناحية، وسعي جيل الإخوان الثاني لطرح أفكارهم
المعارضة ومن ثم تشكيل حزب سياسي من ناحية أخرى، تم التوافق على تشكيل حزب
لاختبار الواقع ومدى قابليته، فهل ستقبل السلطات هذا الحزب وتجيزه، هذا
الحزب الذي شكله الشباب المتحمس والذي يتمتع بهذا النوع من الخطاب المعتدل؟
وما كان من الحكومة إلا الرفض المبدئي لتؤكد على الحدود التي يرسمها
النظام للتعددية السياسية ومن ثم تبرئة ساحة الحرس القديم في الإخوان ومدى
تحفظاتهم على حماس الجيل الثاني وسعيه فيما يتعلق بالمشاركة السياسية.
وبعد مرور حقبة من الزمان على تجربة حزب الوسط، إلا أن الجدل حولها لا زال
دائرًا، كما دار الاختلاف على الخيارات التالية:
● تحويل جماعة الإخوان لحزب سياسي ينتظم فيه كافة الأطياف المصرية والمسيحية معًا.
● احتفاظ الإخوان بمكانها كحركة إسلامية غير منحازة تمثل مصدرًا سنيًا معتمدًا وتدعم كافة الأحزاب السياسية التي تحمل نفس أفكارها.
● تشكيل حزب سياسي مع المحافظة على جماعة الإخوان بصفتها جماعة إسلامية.
ويدافع الجيل الثاني عن الاختيار الأول معتقدين أنه حان الوقت الذي
تكون فيه الجماعة قادرةً على أن تتحول إلى منظمة سياسية لها برنامجها
الواضح المفصل. فلن يتحقق التغيير السياسي من خلال الدعوة، لكنه سيتحقق فقط
من خلال صناديق الاقتراع، لذا فهم يقولون بوجوب تحول الجماعة من حركة
دعوية إلى حزب سياسي.
ويؤكد مناصرو فكرة الحفاظ على الجماعة كجماعة غير حزبية والإبقاء
عليها كيانًا إسلاميًا خاصًا، يؤكد هؤلاء الأعضاء على أن الإنجازات
الانتخابية لم تكن إلا ثمرة العمل الدعوى التربوي الاجتماعي الذي نشر فكر
الجماعة وساعد العامة في تتبع خطاها لكنها لم تكن يومًا ما ثمرةً نتجت عن
العمل السياسي. وعلاوةً على ذلك، يؤكد أصحاب هذا النهج أن البنا قد أسس
هذه الجماعة لتحمل رسالة الإسلام الشمولية، فهي دعوة اجتماعية ودعوية
واقتصادية كما أنها حركة سياسية في آن واحد، ومن هنا يجب ألا يتم اختزالها
في حركة أو حزب سياسي فحسب. لقد حفظت هذه القاعدة الشعبية الحركة وأصبحت من
أهم ضمانات بقائها. فهب أنها كانت حركة سياسية فحسب، هل كان سيقدر لها أن
تبقى وتنهض من جديد.
لكن ما كان من الحركة إلا أن نهجت النهج النمطي ذاته فحفظت العمل
السياسي ضمن نشاطات الجماعة الأخرى. كما ساعد رفض الدولة ترخيص أي حزب
سياسي من هذا القبيل الإخوان في المضي قدمًا وعدم الالتفات إلى أخذ قرار في
هذا الأمر الذي بات محل جدال. لكن ساعدت هذه الاستراتيجية الجماعة من
ناحية أخرى في عدم اختزال نفسها في حزب سياسي ينافس أحزاب أخرى على قاعدة
الأصوات، لكنها لا زالت تتكلم باسم الإسلام وتنطق بالحقيقة الدينية وتدعي
موقفًا أخلاقيًا يضعها فوق مستوى النزاع والتقاتل السياسي. وقد شاركت
الجماعة في انتخابات 2005 البرلمانية بـ 150 مرشحًا أي بعدد أقل من ثلث
مقاعد المجلس، وهي الرسالة الواضحة للحكومة التي تؤكد عدم التعدي على ثلثي
مقاعدها داخل المجلس حيث تستطيع من خلال هذه النسبة تحقيق أي تغيير دستوري.
وتعكس هذه الخطوة حرص الإخوان على عدم إزعاج النظام حتى لا يأخذ إجراءً
قمعيًا يضر بالدعوة ومصالحها.
وقد تم استغلال الحضور البرلماني للإخوان في دعم مواقفهم التي تركز
على مهاجمة الحكومة ونظامها الفاسد ومن ثم دعم حقوق الإنسان وإصلاح النظام
القضائي. كما حرص أعضاء الإخوان على أن يكونوا بمثابة القناة التي تمثل
الجماعة مع ممثلي الحكومات الأجنبية الأخرى. وعلى الرغم من ذلك، لم يتقدم
الإخوان كثيرًا في تطبيق الشريعة الإسلامية حيث إن المجتمع لم ينضج بعد ومن
ثم ربما خافت قطاعات عريضة من المجتمع من تطبيق مثل هذا التشريع في هذا
الوقت الحالك. والجدير بالذكر، أن نواب الإخوان قد عملوا على استغلال
موقعهم كما يجب أن يكون بصفتهم ممثلين عن الشعب، فقد أعربوا عن احتجاجات
الإخوان على عدم كفاءة الحكومة وفسادها كما دافعوا عن الحرية والعدل كأشد
ما يكون. وفور سؤاله عن نجاح الإخوان في تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم منذ
نشأتها، أجاب عبد المنعم أبو الفتوح وهو من أنصار تحويل الجماعة لحزب سياسي
فقال بأن الإخوان قد نجحوا إلى حد كبير في نشر مصطلح عالمية الإسلام
وشموليته. فلم يعد أحد في أصقاع مصر كلها يجهل الإسلام وتعاليمه، بل ربما
احتج بعض القرويين البسطاء على من يفصل بين الدين والشؤون السياسية. فهم
يعترفون بأن الإسلام هو دين ودولة، تمامًا كما أكد البنا. لكن لم يشر أبو
الفتوح هنا إلى إنجازات انتخابات 2005 ونجاحها الباهر على الصعيد السياسي،
لكنه اختار إنجازات دعوة الإخوان فوق كل شيء.


الوصول للخصوم الأيديولوجيين


لقد دفع حذر الإخوان من السياسة بشكل عام إلى عدم تتبع نهج أو
استراتيجية ثابتة أو إبرام تحالفات وشراكات سياسية مع العاملين الآخرين في
الساحة السياسية. ويري أبناء الجيل الثاني في هذا الصدد أن تحول الحركة من
الدعوة إلى السياسة يستلزم إجراء حوار وشراكة مع النشطاء السياسيين
الآخرين، أو حتى مع الخصوم الأيديولوجيين. وهذا يتطلب إرساء مفهوم الدولة
الإقليمية كإطار للعمل حيث تكون المساواة فيها بين كل المواطنين. وخير دليل
يمثل هذه الوجهة ما قام به أبو الفتوح بالتقارب مع الناصريين أبناء حزب
العرب الديمقراطي الناصري. فبالنسبة لقيادات الحرس القديم في الإخوان، كان
عبد الناصر هو عدو الدعوة الأول وهو المسئول عن محنة الدعوة في الخمسينات
والستينات، بينما يرى الجيل الثاني من الإخوان في الناصريين حليفًا ممكنًا
ضد نظام مبارك والولايات المتحدة والعولمة وإسرائيل. فتحالف الإخوان
والناصريين يكسر بلا شك شوكة الخوف والقلق من الإخوان كما أنه يعرقل
الحكومة التي تسعى لتهميش دور الإخوان وتنحيتهم جانبًا.
وما كان من الحركة إلا أن عارضت نهج التقارب هذا حيث ذهب بعض أعضاء
مكتب الإرشاد من الحرس القديم ليهاجم شخصية عبد الناصر مجددًا بشكل يصعب
تحمله. لقد بالغ في ذلك حتى وصل الأمر إلى اعتذار الجماعة بما فيهم عاكف
الذي اعتقل في سجون عبد الناصر لمدة عشرين سنة منذ حملة عبد الناصر ضد
الإخوان عام 1954. وربما يجدر بنا أن نقول بأن هذه الاعتذارات قد أربكت صف
الإخوان حتى دفعت خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام إلى التصريح بأن
هذه الاعتذارات كانت تكتيكية ومهاجمة عبد الناصر بلا شك تعبر عن اعتقادات
جماعة الإخوان المباشرة.
وقام أبو الفتوح بخطوة تصالحية أخرى وصديقه المنتمي لنفس قاعدته
الفكرية الدكتور هشام همامى، حيث استهدفت هذه الخطوة تسويةً خاصةً مع
الصفوة الليبراليين والعلمانيين في مصر. فقام الاثنان بزيارة نجيب محفوظ في
13 ديسمبر 2005، وهو الشخصية المحكوم عليها عند عامة الإخوان بالإلحاد
بموجب روايته المسماة أولاد حارتنا. وقد تسببت هذه الزيارة وما تناولته في
انفجار غضب عارم داخل الإخوان ضد عبد المنعم أبو الفتوح لدرجة وصلت إلى أن
هناك من اعتبره مرتدًا. ولم يكن الاعتراض والمقاومة لتلك الأفكار
التصالحية متمثلاً في الحرس القديم فحسب، ولكن قام به أيضًا أبناء وشباب
الحركة الذين تربوا داخل مؤسسات الحركة وتربوا على مناهجها. تلك المناهج،
اشتكى منها عصام العريان، التي كانت تمثل مرحلة محنة الإخوان ومن ثم فهي
مبنية على الراديكالية السلفية والاشتباه في الآخر، ومن ثم يجب تعديلها
وإصلاحها.
وقد نوى عبد المنعم أبو الفتوح بزيارته لنجيب محفوظ أن يوصل رسالة
إلى الفنانين وجمهور المثقفين والأدباء أنه ليس هناك ثمة معارضة من الإخوان
ضد الإبداع والثقافة. وعلى الرغم من ذلك، علق نائب المرشد العام محمد
حبيب قائلاً بأن زيارة أبو الفتوح الأخيرة هذه تمثله فقط ولا تمثل الإخوان.
ثم يمضي فيقول بأن منهج الإخوان قد قام أصلاً على احترام الثقافة والفن
والإبداع، ومن ثم لابد أن يشتمل الإصلاح السياسي على حرية الصحافة وحرية
النقد وحرية الفكر. ثم هو يؤكد على الرغم من ذلك على ضرورة أن يتحرك نواب
الشعب للدفع بالمؤسسات التي تدعم الإباحية والشذوذ والتدهور الأخلاقي باسم
الإبداع لتقف أمام العدالة وتتعرض للمسائلة. لقد بات من الضروري أن تتعرض
تلك الأعمال الإبداعية للفحص والمراجعة من قبل المختصين ورواد المجال.


الإعداد للسلطة


تمثل فكرة حيازة السلطة ركنًا أساسيًا في مشروع الإخوان المسلمين كما
يصفه البيان الرسمي لمهمة الإخوان المسلمين. ففي عام 1994 حيث كان نظام
مبارك قد ساوره القلق العارم من تدخل الإخوان المسلمين في المجتمع المدني
بشكل غير عادي، فها هو مبارك قد بدأ يستدرك من أمره ما استدبر ويراجع موقفه
الأخير معهم المتسم بالتسامح والسماح لنشاطاتهم وفعالياتهم بالنفاذ، لكنه
الآن يتبنى تكتيكات الاحتواء والقمع ضد الإخوان. في هذا الأثناء، تم العثور
على وثيقة وجدت في مكتب أحد قادة الإخوان فور مداهمته توضح استراتيجية
الإخوان ونهجها، وقد تم نشر هذه الوثيقة في الصحف المساندة للحكومة. وقد
قامت الحكومة بدورها في رفع هذه الوثيقة للمحكمة. فعلى الرغم من أن
الوثيقة قد باتت وكأنها ورقة مناقشة وليست مشتملةً على أي نوع من الأوامر
والتحركات، إلا أن الوثيقة لا تزال تبحث في أغوار التفكير الاستراتيجي عند
الإخوان ومن ثم بحث التجهيزات التي توصلهم لسدة الحكم ومن ثم تؤهلهم لحكم
البلاد ومواجهة الأخطار المحلية والخارجية. كما تناولت الوثيقة فكر الإخوان
في التعامل مع المعوقات التي يفرضها النظام لإعاقة تدخل الإخوان في الكثير
من القطاعات الاجتماعية المختلفة.
هناك أربعة مناحي يرتكز عليها العمل: المؤسسات الفاعلة، الطبقات
الاجتماعية الديناميكية (وتشمل طرق جمع هذه الطبقات)، والتفاعل مع الآخر،
إلى جانب البعد الدولي. وتتمثل المؤسسات الفاعلة في الجيش والشرطة حيث وقع
عليهم الاختيار لتحييدهم من اللعبة ذاتها لكي لا يكونوا أداةً في يد الدولة
لمواجهة الحركة وإضعاف صفوفها. فإذا كانوا في صف الحركة فسوف يكون هذا
أعظم تعزيز للحركة ودافع النشاط فيها للعمل على التغيير. ونضيف إلى تلك
المؤسسات الفاعلة الإعلام والأزهر والمؤسسات القضائية والبرلمان. وتتمثل
الطبقات الاجتماعية الواجب اختراقها في الطلاب والعمال والحرفيين والتجار
والطبقات الشعبية. ويتمثل الآخر في الأقباط واليهود ومجموعات الضغط
والأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية ومفكريها.
هذا وتؤكد الوثيقة على ضرورة مواجهة الخطر الدولي النابع من القوات
الأمريكية والغربية المعادية وذلك من خلال مواجهتها بسياسة التعايش في بادئ
الأمر، ويتم تحقيق هذه السياسة من خلال إقناع تلك القوى بأنه بات من
صالحها أن تعمل مع القوى التي تمثل شعوب المنطقة حقًا، ثم التأكيد على أن
حركة الإخوان قد باتت قوة منظمة مستقرة. ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة
التحييد حيث ينبغي على الغرب أن يعلم بأنه ليس من صالحه أن يعرقل الإخوان
فهم لا يشكلون خطرًا عليه في المقام الأول إذا لم يعرقل الغرب إعدادات
الإخوان للوصول للسلطة. لكن من جانب الإخوان، ينبغي عليهم أيضًا أن يلبوا
رغبة الغرب إذا لم يقم هو كذلك بعرقلة وصولهم إلى ما يصبو إليه. هذا وتأتي
المرحلة التالية في إضعاف خطر الغرب والحد من فاعليته من خلال التأثير على
أجهزة صنع القرار الغربية باستخدام البعد الدولي للجماعة وهذا ما يعني
تمكين الإسلاميين هناك في الغرب سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات في السعي
للتأثير على مؤسسات دعم واتخاذ القرار في الغرب.
كما أكدت الوثيقة على ضرورة تدريب كوادر الجماعة على تلك المهام. فالأعضاء
الذين وكلت إليهم مهمة اختراق الشرطة والجيش لابد أن يتدربوا جيدًا على
العمل دون كشف هويتهم والتعامل مع المعلومات بالشكل المثالي. وضرورة تسليح
أولئك العاملين على اختراق الجماعات الاجتماعية بمهارات المناقشة والحوار
والإقناع والقيادة. وفي النهاية، ينبغي على الإخوان تحديد فريق عمل تسند
إليه مهمة التدريب على قيادة مؤسسات عامة حتى تكون الجماعة قادرةً على
السيطرة على السلطة في البلاد.
وهناك أمر تنبغي الإشارة إليه، وهو أنه في الوقت الذي تناولت فيه
الوثيقة أمر اختراق الإخوان للشرطة والجيش، لم يتم وضع أي مخطط يستند على
الانقلاب العسكري بأي شكل من الأشكال. فربما قال قائل بأنه كان يجدر
بالحكومة، بعد أن عثرت على وثيقة خاصةً بشأن الإخوان، أن تنشرها للعامة.
وهذا لا يعني بأي حال أن الإخوان لم يستعينوا بالشرطة والجيش فور حاجتهم
له، لكن خلاصة القول أن المستند يستهدف من الإخوان أن يسعوا إلى تحييد تلك
المؤسسات بدايةً بصفتها أدوات قمع النظام، ثم بعد ذلك يتم استخدامها لتوطيد
حكم الإخوان بعد ذلك. لكن لم تنعقد النية أبدًا في استخدام تلك المؤسسات
من قبل الجماعة للوصول للحكم.
وربما لاحظ الكثيرون إغفال الوثيقة لذكر إمكانية مشاركة الإخوان في
الحكومة التي يقودها الحزب الحالي وهو الخيار الذي أغفلته عقلية الإخوان في
مصر أبدًا. فعلى الرغم من أن هذا الخيار قد أخذت به جماعة الإخوان في
الكثير من فروعها العربية في الخارج، إلا أن الإخوان الجدد فضلاً عن الحرس
القديم لم يعرضوا هذا الخيار أبدًا. ويؤكد الإخوان الجدد من جانبهم أن عرض
هذا الخيار ربما يثير حفيظة المعارضة داخل الجماعة التي باتت متحفظةً في
أداء دورها السياسي في حين أن الفكرة ذاتها قد باتت غير واقعية في ضوء
النظام الحالي.


هل آن الوقت للبحث عن السلطة؟


لقد دخل الإخوان انتخابات 2005 وحققوا فيها 20 بالمائة من جملة مقاعد
البرلمان فهي إذن أعظم نسبة حققها الإخوان في تاريخهم، وربما كانوا سيحققون
أكثر من ذلك بكثير لولا جهود النظام في المرحلة الثالثة والأخيرة في منع
تدفق مؤيدي الإخوان الكثيرين عن التصويت في الانتخابات. وأعقب هذا الانتصار
فوز حماس في الانتخابات البرلمانية في يناير 2006 مما فرض السؤال ذاته عما
إذا كان قد حان الوقت للإخوان للبحث عن السلطة.
تؤكد رسالة الإخوان على أنه لم يحن الوقت بعد، فما زالت الطريق
بعيدة للبحث عن السلطة ولن يكون أمامنا طريق لها غير الأدوات السلمية. هذا
ويزعم عبد المنعم أبو الفتوح في 2005 أن صعود الإخوان لسدة السلطة في هذا
التوقيت لن يكون في صالح مصر أبدًا. فطبقًا للظروف والعقبات الإقليمية
والدولية، لن يكون بمقدور الجماعة أن تقود البلاد أو تخرجها من محنتها ومن
ثم تحقيق مطالب العامة. لكن أجاب المرشد العام عاكف أنه ينبغي على الإخوان
طلب السلطة دون الأخذ بالتنبؤات التي تقول بأن العالم لن يقبل الإخوان
كقوة حاكمة. ويدعم كلامه قائلاً بأن العالم كله اليوم يدعم الديمقراطية
والإخوان بدورهم منظمة ديمقراطية تتمتع بشعبية كافية. فستصعد جماعة الإخوان
للسلطة من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال الدبابات ومن ثم سيقبل
العالم أجمع بصعود الإخوان بهذه الكيفية. وفي مارس 2007، تناول عاكف صعود
الحركات الإسلامية لسدة الحكم في العديد من البلاد مثل السودان وإيران
وطالبان في أفغانستان والصومال والعراق واصفًا تلك التجارب بالفاشلة، لأن
هذه الأنظمة لم تصعد بإرادة الشعب الحرة، ويضيف عاكف قائلاً: سيبحث الإخوان
عن طرق السلطة فور توافق الشعب على رسالة الإخوان ومنهجها وسيستجيب
الإخوان لا مناص لتلك النداءات.
هذا ومن المتوقع أن يتأخر الإخوان عن خلافة النظام الحالي بالطريقة
المباشرة، فستكون هناك فترة انتقالية يحكم فيها الليبراليون والقوميون
ويدعمون الديمقراطية والحريات وربما بلغت هذه الفترة حوالي عشرين سنة قبل
تولي الإخوان السلطة في مصر. ومثل هذه التقارير والبيانات تهدف في المقابل
إلى تسكين حدة آلام المهتمين بالشأن في مصر وخاصةً صعود الإخوان للسلطة
فيها ومن ثم الإنكار على النظام أدنى حجة في زيادة ضغوطه على الحركة. وهنا
تبدوا حقيقةً تعكس تقدير الجماعة لميزان السلطة بالأمر الذي يناسبه.


الجهاد .. الموروث التاريخي


لقد بنيت جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها عام 1928 حتى حلها عام 1954
على أن الجندية والشهادة هما من أهم مناقب الإخوان الرئيسية بل ربما مثلت
روحهم النابضة. لقد أخبر البنا أصحابه بأنهم جيل التحرير وهم جيش الله،
الأمر الذي قاد الجماعة في هذا الحين لدعم مصطلح القتال والشهادة. ثم يزعم
البنا مجددًا بأن الجهاد هو ركن أساسي من أركان الإيمان الواجبة على كل
مسلم. ثم هو يقول "إن الأمة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة
الشريفة يَهِبُ لها الله الحياةَ العزيزةَ في الدنيا والنعيمَ الخالدَ في
الآخرة، وما الوهن الذي أذلَّنا إلا حبُّ الدنيا وكراهيةُ الموت". لقد
بالغ البنا في تعظيم الموت حتى أصبح عاملاً رئيسًا في تراثه الذي خلفه.
فالموت أو الشهادة بالنسبة له هو النهاية الحتمية للجهاد كما أنه يعتبر
الموت بمثابة الفن. ثم هو مجددًا يؤكد على أن القرآن قد أعلى من حب الموت
على حب الحياة، وما لم يتم تطبيق هذه الفلسفة القرآنية فلن تهنأ الأمة
الإسلامية ولن تحقق مبتغاها ما دامت الحياة تجتذبها ولن يكون النصر إلا
حليفًا للأمة التي تحسن صناعة الموت.
لقد تبلور بالفعل هذا المنهج داخل جماعة الإخوان بالتزامن مع فترة
الثلاثينات التي شهدت صراعًا عنيفًا بين القوات البريطانية ومصر إضافةً إلى
تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وفي عام 1935، تمت إضافة المستوى
"مجاهد" إلى المستويات التنظيمية الثلاثة التي تعتمد عليها الجماعة في
التصنيف (مؤيد ومنتسب وعامل) كما تم تشكيل فرق الجوالة والكتائب، ومع قدوم
الحرب العالمية الثانية تم تشكيل النظام الخاص أو ما يعرف باسم الجهاز
السري ليضم أشد المخلصين للدعوة وأعمقهم نظرًا وفكرًا. وقد أسند للنظام
الخاص مهام القيام بالعمليات الخاصة بالجماعة من عمليات إرهابية ضد اليهود
المصريين أو أحداث اغتيال الشخصيات العامة في مصر ومنها اغتيال رئيس
الوزراء المصري إضافةً إلى دورهم الرائد في حرب فلسطين.
فبعد حل الجماعة في عام 1954 ومن ثم ضلوعهم في أحداث اغتيال عبد
الناصر، تخلى الإخوان عن مفهوم الجهاد ضد الأعداء في الداخل ليستخدموا فقط
الوسائل السلمية في نشر الدعوة والوصول للسلطة، في حين أنهم لا زالوا
يخلعون صفة الجهاد على الصراعات الخارجية مع أعداء الإسلام. وكان هذا سببًا
في ظهور الجماعة الإسلامية والجهاد في السبعينات،وما لبثوا أن تأثروا
بكتابات سيد قطب التي حضتهم على ممارسة الجهاد ضد الدولة.


الجهاد ضد الاحتلال الأجنبي


لقد طالب المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف جمهور المسلمين
بدعم المقاومة في الأراضي العراقية والفلسطينية والأفغانية ضد ما أسماه
بالاحتلال الأجنبي لهذه البلاد. وفي رسالة له بعنوان " الجهاد والاستشهاد
هما طريق العزة والنصر" أكد الأخير قائلاً: "إن المقاومة ضد الاحتلال حقٌ
مشروع لأهل البلد المحتل، كَفَلَهُ الإسلامُ، وأكدت عليه القوانين والأعراف
والمواثيق الدولية، ويعتبر الإسلام المقاومة جهادًا في سبيل الله، وأنه
فرضُ عينٍ على أهل البلد الذي يتعرض للاحتلال، وهو مقدَّم على غيره من
الفرائض، حتى إن المرأة لتخرج إلى الحرب بغير إذن زوجها، ويؤذن للصبيان
بالقتال، وقد شرع الجهاد في هذه الحالة للدفاع عن العقيدة والشريعة
بمقاصدها الخمسة (الدين والنفس والعقل والعرض والمال)، والذود عن الأوطان،
وحماية المقدسات والمحرمات، وتعتبر المشاركة في الجهاد (القتال) فرض كفاية
على البلدان المجاورة للبلد المحتل، فإذا فشل الأخير في طرد المحتل الغاصب
وتحقيق الاستقلال، تحوَّل فرضُ الكفايةِ إلى فرضِ عينٍ على هذه البلدان،
فإذا لم تستطع هذه تحقيقَ الهدفِ المرجو، فإن فرض الكفاية يتحول إلى فرض
عين على كل بلاد المسلمين كما جاء في الأحاديث. وفي مقال له يوضح أهداف
الإخوان المسلمين، اعتبر أن الجهاد ذروة سنام الإسلام وأنه أسمى الأركان
بعد الشهادتين (أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله)، ثم هو يدعم ذلك
بحديث نبوي لطالما استشهد به البنا: "من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو
مات ميتةً جاهلية". ثم يدعو عاكف إلى قتل الصهاينة بما في ذلك المدنيين
والمحاربين لأن الشعب الصهيوني بكامل صفوفه هو جيش محارب يحتل فلسطين ومن
ثم فليس هناك من اختلاف بين الصهيوني المحارب والصهيوني المدني.


=الشيعة وتوحيد الصراع


وفي إطار الصراع الذي أُضرمت ناره بين السنة والشيعة في العراق، كتب
عاكف رسالةً يحث فيها السنة على القضاء على آليات الصراع مع الشيعة وتوحيد
الجبهة معهم ضد المحتل الأجنبي. ثم يرفض الأخير وصفهم بالمرتدين ويقول إذا
كان الإسلام يعطى غير المسلمين الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم وطقوسهم
الدينية وأن يعيشوا عيشةً هنيئةً في ظلال المجتمع الإسلامي الوارفة، فكيف
ننكر هذا الحق على من يشارك السنة في أساسيات الدين الإسلامي ولا يختلف معه
إلا في فروع الدين وتفاصيله؟ ثم هو يدعو إلى تشكيل مجلس يضم علماء السنة
ومرجعيات الشيعة ويدعوهم إلى التركيز على نشر ثقافة الأخوة الإسلامية وأن
يعلو صوتها فوق صوت المذهبية الإسلامية. كما دعا عاكف من جانبه إلى إعادة
إحياء لجنة المقاربة بين المذاهب الإسلامية التي أنشأها حسن البنا وشارك
فيها علماء الأزهر ومرجعيات مدينة قم. ثم هو يحث علماء الدين الإسلامي إلى
مواجهة التكفير ومن ثم نشر الوسطية وشجب وإدانة الهجمات الإرهابية الآثمة
ضد المدنيين العزل والمؤسسات الحكومية التي تعطى قوات الاحتلال ذريعةً
تدفعهم إلى البقاء في العراق.
وقد رحبت جماعة الإخوان بمصر بالتجربة النووية الإيرانية وأشادت
بها. فقد صرح نائب المرشد العام محمد حبيب بأنه يعتقد أن هذا البرنامج
النووي الإيراني قد صمم لأغراض سلمية، وإن كان لأغراض عسكرية فسيضاهى ولا
شك الترسانة النووية الإسرائيلية. "سيتسبب هذا البرنامج بلا شك في إحداث
نوع من التوازن في القوى بين الجانب العربي الإسلامي والجانب الإسرائيلي
الصهيوني، يؤكد حبيب". ثم هو يؤكد على أنه ليس بالإشكالية من وجهة نظره أن
تمتلك إيران أسلحة نووية ويظن أن جمهور المصريين يحمل وجهة النظر ذاتها.
والجدير بالذكر، أن جماعة الإخوان في مصر قد تحالفت مع محور سوريا
إيران وحزب الله وحماس في حرب لبنان الأخيرة في يوليو أغسطس 2006. أعلن
عاكف من جانبه "لقد استعاد الإسلام دوره الآن في قيادة الصراع ضد المشروع
الصهيوني". ما كان من الإخوان إلا أن تعاطفوا مع حزب الله ويشنون نقدًا
لاذعًا للخبراء السنيين والقادة السياسيين الذين يرون من حزب الله مؤسسة
شيعية وجناح عسكري إيراني ومن ثم التخلي عن نصرته أو دعمه. وقد أعلن
الإخوان اعتبار الشيعة الجعفرية كفرقة إسلامية تتفق مع أهل السنة في
أساسيات الدين والعبادة والأخلاق. ثم يمضى الإخوان مؤكدين على أن الخلافات
التاريخية بين السنة والشيعة لم تخرج الشيعة يومًا ما من حظيرة الإسلام، بل
لقد شارك حسن البنا ذاته في جهود بذلت للتقريب بين السنة والشيعة وكانت
ثمرتها اعتبار الجعفرية مذهبًا خامسًا في الفقه الإسلامي. فمحاربو حزب الله
هم مسلمون عرب يدافعون عن أرضهم ضد المحتل والغازي ومن ثم فهم يؤثرون على
المسلمين كليةً.
ثم يعلن عاكف عن أتم استعداده لأن يبعث بعشرة آلاف مجاهد يقاتلون مع
حزب الله في لبنان، ثم هو يتعرض للحكام العرب فيؤكد على فشلهم في نصرة
الشعب اللبناني، وليتهم كانوا غير مسلمين حتى يتسنى لنا قتالهم فقد أصبحوا
أشد علينا من الصهاينة والأمريكان ذاتهم. ثم يعلق مسئول رفيع في الإخوان
فيقول بأن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله قد مات ولده في قتال وحدة
إسرائيلية عام 1997 ويصفه بشهيد الأمة الإسلامية، في حين أن الآخرين (يلمح
لرئيس مصر محمد حسني مبارك) يحاولون توريث أبنائهم السلطة وتسليمهم سدة
الحكم.


مضامين داخلية


لقد وجدت جماعة الإخوان في نفسها قدرات القيادة في حين فشلت الدولة في
استعراض مثل هذه القوة وذلك بفضل تزعمها حركة الجهاد ضد إسرائيل ومن ثم
وضعها في المقابلة غير المتكافئة بينها وبين الأنظمة العربية التي أبدت
تحالفًا مع أعداء العرب والإسلام. فلقد انتقلت الجماعة من سعيها لتعويض فشل
الدولة في الخدمات الاجتماعية لتتحرك صوب العلاقات الخارجية، الأمر الذي
يمثل نطاقًا مقدسًا تحتفظ الدولة لنفسها فقط به. لقد تم بالفعل الوقوف على
ماهية تصريح الإخوان إرسال عشرة آلاف مقاتل لمشاركة حزب الله في حربه ضد
إسرائيل، وذلك لأنه لا يشير فقط إلى الشعبية التي حصلت عليها جماعة الإخوان
رغم حظرها القانوني، بحجة تدريب أعضائها على القتال، بل لأنه قد تنامى
طابع ما عن قيادات الإخوان يضعها في مقدمة مجابهة إسرائيل ومن ثم عدم أحقية
منعهم من الإدلاء بمثل هذه التصريحات العامة. لقد زادت هذه الفعاليات من
مستوى الثقة عند الإخوان ومعدل الإحساس بالقوة إلى حد كبير وخاصةً في أعقاب
انتخابات 2005 البرلمانية، مما دفع النظام إلى زيادة الضغط على الحركة في
السنوات التي تلتها.


التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية


مع فوز الإخوان في انتخابات 2005 وهزيمة القوى الليبرالية والعلمانية
أمامهم، تصاعد قلق عارم في الغرب وأزمات لا حد لها بشأن إشراك الإخوان في
الحوار حول مستقبل مصر. هناك اتجاهان داخل الإخوان بشأن التعامل مع
الولايات المتحدة: اتجاه المعارضة التامة للولايات المتحدة ورفض أي نوع من
الحوار معها، واتجاه آخر مختلف بعض الشيء يشوبه التحفظ ويبدي رغبةً في
التحاور لكن في ظل ظروف وتحفظات تجعل من التحاور غايةً في الصعوبة. ويقود
الاتجاه الأول التيار الكلاسيكي التقليدي في الإخوان الذي لا يرى أي فرصة
تجمع الإخوان وأمريكا على طاولة واحدة إذ أن أجندة الإخوان وأمريكا قد باتت
على درجة كبيرة من التعارض. وها هو المرشد العام محمد مهدي عاكف الذي قاد
موقف الجماعة الرسمي الداعم للتصادم الحتمي بين الإسلام والغرب، يؤكد من
خلال العديد من الرسائل على أن أمريكا قد باتت تمثل محور الشر وتجسد جبهته.
ويزعم عاكف أن النظام الأمريكي الجديد يقسم البشرية إلى طبقات عدة: الطبقة
البشرية الأولى وهو تضم حتمًا الأمريكان والصهاينة والطبقة البشرية
الثانية التي تضم المتغربين من أصل غير شرقي، إلى أن نصل إلى الطبقة
العاشرة التي تمثل العرب والمسلمين وعوالم الشرق. هذا وقد أصبح هذا النظام
العالمي الجديد بمثابة الكابوس العالمي الذي تقوده من خلف الستار أيدي
أبناء صهيون. في حين رفعت الولايات المتحدة شعار "الجحيم للآخرين" لتكون
صيحتها في حربها ضد الإرهاب، تتبع المجتمع الدولي وخاصةً الغرب هذه
السياسة. ومنذ ذلك الحين، تم اعتماد رؤية أمريكا على وصف من انضم لتحالفهم
ضد الإرهاب بأنه "ديمقراطي"، لكن من عارض رؤية أمريكا في الأخذ بوسائل
الحرب ضد الإرهاب بوصفه إرهابيًا أو داعمًا للإرهاب. ويؤكد عاكف على أن
الإخوان قد باتوا ضمن الطليعة التي تشتبه في دعوة أمريكا للديمقراطية
والحرية مع الأخذ في الاعتبار رؤية تاريخها الاستعماري الأسود واستمرارها
في دعم الأنظمة المستبدة وتحالفها مع المشروع الصهيوني ونهبها لثروات
العالم الإسلامي. ثم هو عاكف يدعو لمقاطعة الدول الاستعمارية ومن ثم
مقاطعة منتجاتها الثقافية التي صممت خصيصًا لتحويل الأنماط الفكرية
والأخلاقية والسلوكية ومن ثم زيادة عرضتها للفكرة الاستعمارية.
لكن أبدى قادة الجيل الثاني في الإخوان رغبتهم في التحاور مع أمريكا
ورحبوا بهذا الحوار على أساس ثقافي بشرى، لكن "في سياق رؤية الإخوان
الإحيائية للإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية". ثم هم يشيرون إلى تعارض حتمي
بين ما أسموه مشروع الإمبراطورية الأمريكية وهيمنته وسيطرته من جانب،
ومشروع الإخوان الآخذ في الصعود والذي يهدف إلى تكوين الصحوة الإسلامية
الإصلاحية من جانب الآخر. ويهدف مشروع الإخوان إلى تحرير الأراضي الإسلامية
من أي نوع من السيطرة الأجنبية، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو ثقافية
أو روحية، كما يهدف هذا المشروع إلى إصلاح نظام الحكم في الأقطار الإسلامية
وتشكيل وحدة إسلامية حقيقية وكيان دولي إسلامي. ولازالت الاجتماعات
والمقابلات مع المسئولين الأمريكيين الرسميين قائمةً، إذا فرضنا أن
الخارجية المصرية على علم بها، وإذا كانت علنية ومفتوحة تهدف إلى السعي
لخدمة المصالح المصرية والعربية على السواء.


حزب الوسط في مصر


لقد تأسس حزب الوسط عام 1995 على يد مجموعة من الجيل الثاني تركوا صف
جماعة الإخوان المسلمين. وقد دعم الشيخ يوسف القرضاوي وآخرون من قيادات
جماعة الإخوان في الخارج هذا الحزب الوليد ووقفوا وراءه. وتعتقد الحكومة
المصرية أن هذا الحزب ليس إلا امتدادًا لجماعة الإخوان. فقد تقدم الحزب
للحصول على الرخصة ثلاث مرات تحت مسميات مختلفة (في عام 1996 تحت مسمى "حزب
الوسط" وفي عام 1998 تحت مسمى "حزب الوسط المصري "وفي 2004 تحت مسمى
"الوسط الجديد")، لكن تم حرمانه من الرخصة في كل مرة. ويعتبر الوسط نفسه
شريكًا أو مماثلاً أيديولوجيا لحزب العدالة والتنمية التركي في حين أنه ليس
حزبًا سياسيًا بالقدر الذي يمثله كدائرة فكرية تضم بعض الإسلاميين
المعتدلين ذات نفوذ محدود إلى حد ما.
لقد كانت الظروف المحيطة بتكوين هذا الحزب محل جدل. فقد أذعن مؤسسوه
أنهم قد انشقوا عن جماعة الإخوان بعد أن عانوا كثيرًا من عدم المرونة
الأيديولوجية والنظام الاستبدادي الذي تتسم به قيادة الجماعة، ومن ثم كان
التوافق على تشكيل كيان يتسم بالاعتدال يكون بمثابة البديل لجماعة الإخوان.
لكن تؤكد رواية أخرى من الأقوال أن الإخوان قد دعموا تشكيل الحزب في
البداية (بما فيهم محمد مهدي عاكف الذي قاد منصب المرشد بعد ذلك بتسعة
أعوام). طبقًا له
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hazabyan.3rab.pro
 
استراتيجية حركة الإخوان المسلمين من 1928م إلى 2007م (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» استراتيجية حركة الإخوان المسلمين من 1928م إلى 2007م
» استراتيجية حركة الإخوان المسلمين من 1928م إلى 2007م (3)
» الإخوان المسلمون ومفهوم الحكومة الإسلامية
» عدل الرسول مع غير المسلمين في القضاء
» استقبال المسلمين لرمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى هذا بيان  :: قسم الأخبار :: ساحة الحوارات والمقالات السياسية :: التيارات الإسلامية وعلاقتها بالمجتمع-
انتقل الى: